الفصل الأول: فضل صِلَةِ الرَّحِم في الآيات والأحاديث طباعة
آل الكرباسي - الباب الثاني: الآيات والأحاديث في صلة الرحم وقطعها
الإثنين, 18 نيسان/أبريل 2011 11:27

الفصل الأول:

فضل صِلَةِ الرَّحِم في الآيات والأحاديث

ألف) الآيات:

1 ـ {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ}(1).

2 ـ {لَيْسَ الْبِرُّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى}(2).

3 ـ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}(3).

4 ـ {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا}(4).

5 ـ {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}(5).

6 ـ {فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(6).

باء) الأخبار:

1 ـ نقل العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار عن الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله، أن في نواهي النبي(ص): «مَنْ مشى إلى قرابةٍ بنفسه ومالِه ليَصِلَ رحِمَهُ أعطاه الله عزَّ وجلَّ أجْرَ مائةِ شهيد ولَهُ بكلِّ خطوةٍ أربعون ألف حسنة ويُمحا عنه أربعون ألف سيئة ويُرفع لهُ من الدرجات مثلُ ذلك، وكأنما عَبَدَ الله مائة سنة صابراً محتسباً»(7).

2 ـ روى الشيخ الصدوق ـ عليه الرحمة ـ في كتاب عقاب الأعمال، عن عبد الله بن عباس عن النبي(ص) أنه قال: «مَن مَشى إلى ذي قرابةٍ وذي رَحِم يسأل به، أعطاه الله أجر مائة شهيـدٍ، وإنْ سألَ بِه وَوَصَـلَهُ بمالِهِ ونَفْسِهِ جميعاً كان له بكل خطوة أربعون ألف ألف حسنة، ورفع الله له أربعين ألف ألف درجةٍ وكأنما عَبَدَ الله مائة سنة»(8).

3 ـ في سفينة البحار عن أبي جعفر الباقر(ع) قال: «أتى أبا ذر رجلٌ فبـشَّرَهُ بغَـنَمٍ له قدْ وَلَدَتْ، فقال: يا أبا ذر أبشرْ، قد ولدَتْ غَنَمُكَ وكَـثُرتْ، فقال: ما يسرُّني كثرتها فما أُحبُّ ذلك، فما قلَّ وكفى أحبُّ إليّ مما كَثُر وألهى. إنّي سمعت رسول الله(ص) يقول: على حافّـتي الصِّراط يوم القيامة الرَّحِمُ للأمانة، فإذا مرَّ عليه الوصولُ للرَّحِم المؤدّي الأمانة لم يتكفَّـأ به في النار»(9).

4 ـ روى الشيخ الصدوق رحمه الله في الخصال عن علي بن الحسين(ع) أنه قال: «ما مِن خُطوةٍ أحـبُّ إلى الله عزّ وجلَّ مِن خطوتين: خطوةٍ يسدُّ بها المؤمن صفّـاً في سبيل الله، وخطوةٍ إلى ذي رحم قاطع»(10).

5 ـ نقل المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار عن عيون الأخبار، روي عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا(ع) أنه قال: «قال رسول الله(ص): مَن ضَمِنَ لي واحدة ضمنتُ له أربعاً، يَصِلُ رَحِمَه فيُحبّهُ الله تعالى ويوسِّع عليه رزقَهُ ويزيد في عُمرِهِ ويدخله الجنّةَ التي وَعَدَه»(11).

6 ـ وروى المرحوم المجلسي في بحار الأنوار عن تفسير الإمام العسكري(ع) أنه قال: قال رسول الله(ص): «مَن رعى قَراباتِ أبويهِ أُعطي في الجنّة ألفَ درجةٍ بُعْدُ ما بين كلّ درجتين حضر الفَرَسِ الجوادِ المضمر مائة سنة، إحدى الدرجات من فضة والأخرى من ذَهب، والأخرى من لؤلؤ، والأخرى من زُمّرد، والأخرى من زبرجد، والأخرى من مسك، والأخرى من عنبر، والأخرى من كافور، وتلك الدرجات من هذه الأصناف»(12).

7 ـ روى الشيخ الصدوق عليه الرحمة في الخصال عن أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال: «قال رسول الله(ص) إنّ في الجنة درجة لا يبلغها (لا ينالُها) إلا إمام عادلٌ أو ذو رَحِمٍ وَصُولٍ أو ذو عِيالٍ صَبُور»(13).

8 ـ روى الطبرسـي في مشكاة الأنوار عن عليّ بن الحسين(ع) أنه قال: «مَن زوَّجَ لله، ووَصَلَ الرَّحِم، تَوَّجَهُ الله بتاجِ المُلكِ يوم القيامة»(14).

9 ـ نقل المجلسي في بحار الأنوار عن معاني الأخبار للصدوق، أن عمرو بن جميع روى قائلا: «كنت عند أبي عبد الله (الصادق)(ع) مع نَفَرٍ من أصحابه فسمعتُه وهو يقول: إنّ رَحِـمَ الأئمة من آل محمد(ص) ليتعلّق بالعرش يوم القيامة وتـتعلَّق بها أرحام المؤمنين، يقول ياربِّ صِلْ مَن وَصَـلَنا واقطع مَن قطَعَنا قال: فيقول الله تبارك وتعالى: أنا الرحمن وأنت الرَّحِم شققتُ اسمك مِن اسمي فَمَنْ وصلَك وصلتُه ومَن قطَعَكَ قطَعْتُه»(15).

10 ـ روى الصدوق في الخصال عن الرضا(ع) أنه قال: «إنّ الله عزّ وجلَّ أَمَرَ بثلاثةٍ مقرون بها ثلاثة أخرى، أمَرَ بالصلاة والزكاة، فمن صلّى ولم يُزَكِّ لم تُـقبَـلْ منه صلاته، وأَمرَ بالشُّكرِ لَـهُ وللوالدين، فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله، وأمَرَ باتّقاء الله وصِلَةُ الرَّحِم، فمن لم يصل رحمه لم يتّقِ الله عزّ وجلَّ»(16).

واعلم بأن صلة الرحم بالاضافة الى كونه يوجب الأجر والثواب في الآخرة، فان له آثاراً وضعية في الدنيا أيضا، مثـل طول العمر، ونفي الفقر، والسعة في الرزق، كما يطيّب الخلق، ويورث السخاء.

صلة الرَّحِم تطيل العُمر وتزيد في الرزق

11 ـ نقل العلامة المجلسي عن أمالي الصدوق: «قال أمير المؤمنين لِنَوْفِ البكالي: يا نَوْف صِلْ رَحِمَكَ يَزيدُ الله في عُمْرِكَ»(17).

12 ـ ونقل أيضا العلامة المجلسي عن كتاب الدعوات للراوندي أنه: «قال النبي(ص) مَن سَرَّهُ أنْ يُمدَّ لهُ عمره ويبـسط في رزقِهِ فَلْيصِل أبويهِ فإنّ صلتهما طاعـةُ الله وليَصِلْ ذا رَحِمَهُ»(18).

13 ـ ورد في جامع الأخبار أنه قال، قال أمير المؤمنين(ع): «مَن يضمنُ لي خِصلةً واحدةً أضمنُ لهُ أربعاً. مَن يضمنُ لي صِـلَةَ الرَّحِم أضمنُ لهُ محبّة أهلِـهِ، وكثرةَ مالِهِ، وطولَ عمره، ويدخل جنّة ربّه»(19).

14 ـ ورد في مستدرك الوسائل نقلا عن قطب الراوندي عن النبي(ص) أنه قال: «مَن يضمَنْ لي برَّ الوالدين وصلة الرَّحِم، أضمن له كثرة المال، وزيادة العُمر، والمحبّة في العشيرة»(20).

15 ـ ورد في الخصال عن أمير المؤمنين(ع) في حديث ذكر فيه موجبات الـرزق.

ومنها أنه قال: «وصِلَةُ الرَّحِم تزيدُ في الرزق»(21).

صلة الرَّحِم تضاعف في العمر عشرة أضعاف

16 ـ نقل المرحوم المجلسي في بحار الأنوار عن دعوات الراوندي حديث الإمام موسى بن جعفر(ع) مع هارون الرشيد، المتقدم ذكره(22).

17 ـ ورد في البحار عن أمالي الشيخ عن محمد بن ابراهيم عن أبيه قال: «بَعَثَ أبو جعفر المنصور(العباسي) إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع) وأمر بفُرشٍ، فطُرحتْ له إلى جانبه، فأجلَسَـهُ عليها، ثم قـال: عليَّ بمحمّد، عليَّ بالمهديّ، يقول ذلك مـِراراً، فقيل له الساعة الساعة يأتي، ما يحبسه إلا أنه يتبخَّر، فما لبث أن وافى وقد سبقته رائحته، فأقبل المنصور على جعفر(ع) فقال: يا أبا عبد الله حديثٌ حدثـنيهُ في صِلة الرَّحِم أُذكُرْهُ يسمعهُ المهدي، فقال نعم: «حدّثني أبي عن أبيه عن جدِّه عن عليٌّ(ع) قال: قال رسول الله(ص) إنّ الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيّرها الله عزَّ وجلَّ ثلاثين سنة...»(23).

18 ـ ورد في الكافي عن اسحاق بن عمّار أنه قال: قال أبو عبد الله(ع) «ما نعلمُ شيئاً يزيد في العمر إلا صلة الرَّحِم حتى أنّ الرجل يكون أجله ثلاث سنين، فيكون وَصولاً للرَّحِم، فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة، فيجعلها ثلاثاً وثلاثين سنة. ويكون أجله ثلاثاً وثلاثين سنة، فيكون قاطعاً للرحم فينقصه الله ثلاثين سنة ويجعل أجله الى ثلاث سنين»(24).

19 ـ ورد في البحار عن تفسير العياشي عن الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه(ع) قال: قال رسول الله(ص) «إنّ المرء ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاث سنين فـيُمدّها الله إلى ثلاث وثلاثين سنة، وإنّ المرء ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاث وثلاثون سنة فيقصّرها الله إلى ثلاث سنين أو أدنى» قال الحسين: وكان جعفر يتلو هذه الآية:(25).

صلة الرَّحِم تسهِّل حساب القيامة وتمنع ميتة السوء

20 ـ ورد في أمالي الشيخ عن محمد بن ابراهيم عن أبيه قال: بَعَثَ أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع) وساقَ الخبر ـ إلى أن قال ـ، فقال أبو عبد الله(ع) نعم حدّثني أبي عن جدّه عن عليّ(ع) قال، قال رسول الله(ص): «صِلة الرَّحِم تهوّن الحساب وتقي مَيْـتَةَ السوء». قال المنصور نعم هذا أردت(26).

21 ـ ورد في الكافي عن عبد الصمد بن بشير أنه قال: قال أبو عبد الله الصادق(ع): «صِلة الرّحم تُهوّن الحساب يوم القيامة وهي مَنْسأة في العمر وتقي مصارع السّوء، وصدقَةُ الليل تطفئ غَضَبَ الرّب»(27).

22 ـ ورد في الكافي عن أبي حمزة أنه قال: قال أبو جعفر الباقر(ع): «صِلة الأرحام تُزكّي الأعمال وتُنمّي الأموال وتدفع البلوى وتيسِّر الحِساب وتُنسئ في الأجل»(28).

صلة الرَّحِم تُحسِّنُ الأخلاق وتُسخّي الكفّ

23 ـ ورد في الكافي عن أبي حمزة عن أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال: «صِلةُ الأرحام تُحسِّنُ الخُلْقَ وتُسْمِحُ الكفَّ وتطيِّبُ النَّفسَ وتزيدُ في الرِّزق وتُنسئُ في الأجَل»(29).

صلة الرَّحِم تطهِّرُ الأعمال وتدفع البلاء

24 ـ ورد في الكافي عن أبي حمزة أنه قال: قال أبو جعفر الباقر(ع): «صِلة الأرحام تُزكّي الأعمال وتدفع البلوى وتنمّي الأموال وتُنسئُ له في عُمره وتوسِّعُ له في رزقه وتُحبِّب في أهل بيته، فليتَّقِ الله وَلْيَصِلْ رَحِمَه»(30).

صلة الرَّحِم تسهِّل الحساب وتردع عن المعصية

25 ـ ورد في الكافي عن اسحاق بن عمّار أنه قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: «إنّ صلة الرَّحِم والبِرَّ لَـيُهوِّنان الحسابَ ويعصمانِ من الذنوب، فصِـلوا أرحامكم وبرّوا باخوانكم ولو بِحُـسْنِ السلام وردّ الجواب»(31).


(1) سورة البقرة، الآية: 83.

(2) سورة البقرة، الآية: 177.

(3) سورة النحل، الآية:90.

(4) سورة الاسراء، الآية: 26.

(5) سورة الرعد، الآية: 21.

(6) سورة الروم، الآية: 38.

(7) بحار الأنوار: 71/89، عن أمالي الصدوق: 253.

(8) ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: 288.

(9) سفينة البحار، عن بحار الأنوار: 8/67، و 71/102.

(10) الخصال: 50 باب الاثنين، ح: 60، بحار الأنوار: 66/377.

(11) بحار الأنوار: 71/92، عيون الأخبار: 2/37.

(12) بحار الأنوار: 23/261.

(13) الخصال: 93، باب الثلاثة، ح: 39، بحار الأنوار: 71/90.

(14) مستدرك الوسائل: 15/237، مشكاة الأنوار: 165.

(15) بحار الأنوار: 23/265.

(16) الخصال: 156 باب الثلاثة، ح: 196، بحار الأنوار: 71/68.

(17) بحار الأنوار: 68 /383، و 71/89.

(18) بحار الأنوار: 71/85.

(19) مستدرك الوسائل: 15/176.

(20) مستدرك الوسائل: 15/176.

(21) الخصال: 504، باب الستة عشر، ح: 2.

(22) راجع بحار الأنوار: 71/104.

(23) بحار الأنوار: 47/163، و 74/93، أمالي الطوسي: 2/94.

(24) الكافي: 3/224، ح: 1981، و 2/152، ح: 17.

(25) بحار الأنوار: 4/121، ح: 66، باب 3، سورة الرعد، الآية: 13.

(26) بحار الأنوار: 47/163، أمالي الطوسي: 2/94.

(27) الكافي: 3/289، ح: 1996.

(28) الكافي: 3/221، ح: 1968.

(29) الكافي: 3/223، ح: 1976.

(30) الكافي: 3/223، ح: 1977.

(31) الكافي: 3/229، ح: 1995.